ناصر السنة، والذاب عن حديث رسول الله العلامة
محمد ناصر الدين الألباني
في هذا المقال سنعيش مع علم من أعلام المحدثين مع الشيخ محمد ناصر الألباني ناصر السنة والذاب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكعادتنا نتجه إلى أهل العلوم والفهوم سائلين عن شيخ العرب والعجم وخليفة بخاري الصحيحين في وقتنا المعاصر، أما إن لعصرنا الفخار، أما حقت لألفيتنا الازدهار لوجود بخاري كان منذ قليل حيا بيننا ؟؟؟ أما...وأما ؟؟!!
قالو ا: أيها الياسيني صدقت، إنه والله بخاري عصره وسيد مصره، وشيخ أهل زمانه بلا مدافع ولا دافع، إنه الألباني غير أنه في علمه هو البخاري.
قلت: اتحفوني يا أهل عصري بما يقر العين، ويدفع عن جهالتنا الشين، اتحفوني ببليغ قول، وصادح حديث، أو فصيح نظم يوفي للألباني بحقه ؟
قالوا: سألت ما يطاع، فاسمع، وارعي سمعك،
ـ ومن الشعر الذي قيل فيه:
إن الذي ينصـر شريعة ربـنا
ينصـر كما قد قـاله الوحيـان
ولقد رأينا من محقق عصـرنا
أعني المحـدث نـاصر الألباني
ذاك الذي تسـعى حثيثا ضـده
يا ظالما فارجع عـن العصـيان
قام الأولى يتعصـبون لمـذهب
وطريقـة وعـقيـدة الـكهـان
قـام الأُولى يتعصبون لمـذهب
ووظيفـة فيها الحطـام الفـاني
قـام الجميع وأعلنوها ثـورة
بالسب والتشنيـع فـي البلـدان
قـامـت قيامتهم وقام جميعهم
والشيـخ ناصـر ثـابت الأركان
نشر العلـوم بعصـرنا يا حبذا
مـن ناشـر لشـريعة الرحمـن
تـرك التعصب للمذاهـب كلها
مدح الأئمـة شـيعة الـرحمـن
نفـع الإله بعلمـه رغـم الذي
قد قاله ذو الحقـد والأضغــان
قالوا قريض الشعر قلت أحـبه
لا سيما فـي ناصـر الألبـانـي
علم الزمـان فلست أزري حقه
شيخ المشـايخ ذو النهي الرباني
فهو المجـدد للزمان وقـد أتى
خبـر صحيـح ينتهي للــداني
فـي كـل آونـة يقـوم معلـم
يدعـو لشرعـة ربنـا الـرحمن
فهو الإمام إّذا الأئمـة عـددوا
لا شـك عنـدي والذي سوانـي
وهـو الذي أضحى فريد زمانه
بالفقـــه والتحـديث والقـرآن
كم ذب عـن سـنن النبي محمد
المصـطفى المختـار مـن عدنان
كـم حارب البـدع التي شوهت
وجـه الشريعـة بالأذى الفتــان
يدعو إلى التوحيد والتقوى وكم
قـال اتبــع نبينــا العدنــان
فـرض وحتم لازم لا نهتـدي
فـي غـيره إن صـح في الميزان
قلت : لله ما قلتم فلقد شنفتم الأسماع، حدثوني إذن عن منشأ الشيخ وبيئته الاجتماعية، وطرفا من سيرته الذاتية ؟
قالوا : أما عن مولده فقد ولد سماحة العلامة الألباني في مدينة أشقدورة، عاصمة ألبانيا، عام 1914، في أسرة فقيرة متدينة، فقد تخرج أبوه نوح نجاتي من المعاهد الشرعية في استنبول، وبعد أن تولى الملك أحمد زوغو الحكم هاجر أبوه إلى دمشق، بدأ شيخ الإسلام المهاجر دراسته في مدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية بدمشق، استمر على ذلك حتى أشرف على نهاية المرحلة الابتدائية.
قلت: الله الله ياللفخار أفي قلب أوربا يولد هذا العلم، وفي قلب أوربا يولد بخاري العصر، على رغم ما ألم بألبانيا من طمس للهويات، وحناية على قيم الإسلام المشرقات...؟!
قالوا: إن لله في خلقه شئونا، وسبحان من يأتي بنصر دينه ورسوله من هناك.
قلت: فماذا عن سيرته العلمية، هاتوا لي عنها بحديث ؟
قالوا: لاحت في افق الشرق في سوريا أعاصير الثورة السورية بالفرنسيين الغزاة، وأصاب المدرسة حريق أتي عليها، ونظرا لسوء رأي والده في الدراسة النظامية أخرجه من المدرسة ووضع له برنامجا علميا مركزا فقام بتعليمه القرآن والتجويد والصرف والفقه الحنفي، كما أنه تلقى بعض العلوم الدينية والعربية على بعض الشيوخ من أصدقاء والده مثل الشيخ سعيد البرهاني إذ قرأ عليه كتاب (مراقي الفلاح) وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.
قلت: قلت حيا الله أباه وجعل الجنة مثواه، فقد أحسن صنيعا، فماذا عن مشايخه الذين أخذ عنهم الحديث، ونهل عنهم علمه الأول ؟
قالوا: أما عن تعلمه الحديث فقد أخذ الشيخ إجازة فيه من الشيخ راغب الطباخ، علامة حلب في زمانه، وذلك إثر مقابلة له بواسطة الأستاذ محمد المبارك الذي ذكر للشيخ الطباخ ما يعرفه من إقبال الفتى على علوم الحديث وتفوقه فيها، فلما استوثق من ذلك خصه بإجازته.
وكان قد توجه للحديث وهو في العشرين من عمره متأثرا بالأبحاث التي كان يكتبها محمد رشيد رضا في مجلة المنار. يقول بخاري عصره الألباني: (أول ما ولعت بمطالعته من الكتب القصص العربية كالظاهر وعنترة والملك سيف وما إليها، ثم القصص البوليسية المترجمة كأرسين لوبين وغيرها، وذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءا من مجلة المنار فاطلعت عليه ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب الإحياء للغزالي، ويشير إلى محاسنة ومآخذه.. ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على الإحياء ورأيتني أسعى لاستئجاره لأني لا أملك ثمنه، ومن ثم أقبلت على قراءة الكتب، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه).
قلت: قد سمعنا أن الشيخ عمل في إصلاح الساعات برهة أو حينا من الدهر فما ذا عن حقيقة هذا الخبر ؟
قالوا: وما الخبر يا ابن ياسين، هل هذا عيب على الشيخ مشين، أما وإنه كان يعمل في إصلاح الساعات كادا جادا وارثا ذلك حيث أخذ الشيخ عن والده صناعة إصلاح الساعات حتى صار من أهل الشهرة فيها، وأخذ يكسب رزقه منها، ثم ترك يومين فقط لهذا العمل أما باقي الأيام فكان في المكتبة الظاهرية يدرس وينهمك في المطالعة طوال اليوم.
قلت: فماذا عن منهج الشيخ في تلقي حديث رسول الله،هل شاب تلقيه له لوثة ابتداع؟
قالوا: لقد كان لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأثر الكبير في توجيه الألباني علما وعملا، فتوجه نحو المنهج الصحيح، وهو التلقي عن الله ورسوله فقط، مستعينا بفهم الأئمة الأعلام من السلف الصالح دون تعصب لأحد منهم أو عليه، وإنما كان رائده الحق حيث كان، ولذلك بدأ يخالف مذهبه الحنفي الذي نشأ عليه.
وكان والده رحمه الله يعارضه في مسائل كثيرة في المذهب، فبين له الشيخ أنه لا يجوز لمسلم أن يترك العمل بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ما ثبت عنه وعمل به بعض الأئمة لقول أحد من الناس، كائنا من كان، ويذكر له أن هذا هو منهج أبي حنيفة وغيره من الأئمة الكرام رحمهم الله.
قلت : رحم الله شيخ السنة، هلا حدثتموني عن بعض تواليفه الحسان التي طبقت الآفاق ؟
قالوا: أثرى الشيخ الألباني المكتبة الإسلامية بعدد كبير من المؤلفات على رأسها سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة وكتاب "صفة صلاة النبي" والذي لقي رواجا كبيرا بين شباب الصحوة الإسلامية.
وحين تمكن الإمام من العلم بدأ يتصل بالناس ينشر الدعوة، فقد رفع الإمام راية التوحيد والسنة وزار الكثيرين من المشايخ في دمشق، وحين تم تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة وقع اختيار سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخـرئيس هيئة كبار العلماء ورئيس الجامعة آنذاكـعلى شيخ الإسلام ليتولى تدريس الحديث وعلومه.
ومن آثار الإمام الألباني رحمه الله على الجامعة أنه وضع القاعدة لمادة الإسناد، وسبق كل الجامعات الموجودة بذلك.
قلت : فماذا عن رحلات الشيخ، ولقاءاته مع العلماء الأعلام المعاصرين له، وماذا عن طرائفه معهم ؟
قالوا: هاجر شيخ الإسلام حفظه الله من دمشق إلى عمان في رمضان عام 1400هـ، ثم اضطر للخروج منها عائدا إلى دمشق ومن هناك إلى بيروت، ثم هاجر إلى الإمارات حيث استقبله محبيه من أهل السنة والجماعة وحل ضيفا على جمعية دار البر، فكانت أيامهم معه أيام علم ونصح وإرشاد وإنهاك في العلم، وإبان إقامة الشيخ في الإمارات تمكن من السفر إلى الدول الخليجية المجاورة والتقى في قطر بالشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي، ثم عاد إلى دمشق، وكانت آخر زيارة له لدولة الإمارات في عام 1989، وحين نزل ضيفا على جمعية دار البر ألقى الدروس في مزرعة رئيس الجمعية، وسمي المسجد التابع للمزرعة مسجد الإمام الألباني، تخليدا لذكرى زيارته.
قلت : وماذا عن مناقب الشيخ وفضائله، ومكرماته العامرة ؟
قالوا : حدث عن ذلك ولا حرج إذ كان الشيخ رحمه الله متبعا لمنهج السلف متخلقاً بأخلاقهم وجعل نصب عينيه قول الله ورسوله في كل شيء، فكان لا يستحي من الحق، يعلنها في كتبه ومحاضراته، وهذه خصلة حميدة طيبة، كقول أبي حنيفة رحمه الله: (نحن قوم نقول القول اليوم ونرجع فيه غدا، ونقوله غدا ونرجع فيه بعد غد كلنا خطاء إلا صاحب هذا القبر).
وهذا مما جعل لشيخ الإسلام الألباني محبين في كل مكان من عالمنا الإسلامي الكبير، وحسده كثير من جانب آخر.
قلت : قد فرح المسلمون بإعطاء شيخ الإسلام جائزة الملك فيصل وهذا تقدير وعرفان من المملكة العربية السعودية لما قام به الشيخ من خدمة للإسلام والمسلمين، فلتحدثوني عن شئ من ثناء العلماء عليه.
قالوا : قد أجيبت طلبتك، فانصت، ودونك عقودا نضيدات في ثناء العلماء على بخاري عصره رحمه الله.
ـ قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني).
ـ وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:
(إنه حريص جدا على العمل بالسنة ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل، ومن متابعتك لمؤلفاته تعرف عنه ذلك وأنه ذو علم جم في الحديث والرواية والدراية وأن الله تعإلى قد نفع بما كتبه كثيرا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد).
ـ وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن، ألا وهو أستاذي محمد ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله وبارك فيه.
ـ وقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى:
لو أن شهادات أهل العصر من شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر اجتمعت، فصيغ منها شهادة واحدة، ثم وضعت على منضدة تاريخ العلماء فإني أحب أن تكون شهادة صادقة في عالم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين.
ـ وقال الشيخ مقبل الوادعي:
والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".
هذا وللحديث بقية مع حواراتنا مع الكبار...
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?pageId=273رحمة الله على العلماء الربانيين وعوض الامة بامثالهم
__________________